كشف مدير إدارة الصحة العامة في بلدية الشارقة، عاطف عبدالله الزرعوني عن أن «قسم الخدمات البيطرية التابع لإدارة الصحة العامة، تلقى العديد من الشكاوى حول وجود الغراب الهندي بكثرة في مناطق عدة في الشــارقة، وتم التحقق من البلاغات، ويتم حالياً إجراء اللازم لمكافحة الحيوانات والطيور الضارة والآفات». وأضاف أن «هذا الطائر شرس وخطير ويهاجم الأشخاص الذين يقتربون من أعشاشه بهدف الدفاع عن نفسه وصغاره، ويتكاثر الغراب الهندي في أماكن توجد بين النفايات والقمامة، كونه يتغذى على الحشرات والديدان والنفايات».
وكانت إحدى قاطنات منطقة جمال عبدالناصر السكنية، تدعى أم نور، تعرضت لهجمات من قبل الطائر أثناء عبورها الشارع، مؤكدة أنها «لم تكن الوحيدة التي تعرضت لهجمات الطائر، الذي اعتاد أن يباغت السيدات بضربات بمنقاره ومخالبه الحادة ».
وأوضحت أم نور أنها «تتعرض للهجوم من الطائر بشكل يومي، حتى اعتقدت أنه ينتظرها ويقصد إيذاءها، وفي أحد الأيام فوجئت به، أثناء مغادرتها سيارتها، يتجه نحوها بسرعة، ويغرس مخالبه في يدها ويهاجمها بمنقاره، وعندما حاولت التخلص منه وحماية أطفالها حلق الطائر بعيداً عنها، ولكنه عاد مرة أخرى ليشبك مخالبه في شعرها».
تشرح أم نور تفاصيل ما تتعرض له السيدات قائلة إن «الطائر يهاجم السيدات بين العاشرة صباحاً والواحدة ظهراً، خصوصاً ذوات الشعر الأسود الطويل، ولا أعرف السبب»، لافتة إلى أنه «في إحدى المرات هاجم الطائر سيدة فلبينية تعمل في أحد الاستوديوهات في الشارع، فما كان من الطائر إلا أن باغتها وهي تسير وانقض على شعرها الذي شبك في رجلي الطائر، وحاول الطيران من دون جدوى، ووسط صرخات السيدة تمكن أحد الشباب في المنطقة من مساعدتها وأفلت الطائر».
وعلى الوتيرة ذاتها، أكد سكان في مناطق مختلفة أن «الغربان تتنقل بين البنايات وفي الأحياء السكنية»، أحدهم في منطقة واسط، المواطن مروان علي، الذي قال موضحاً «اندهشت لكثرة الغربان في المنطقة، وقد يعتقد الكثير من المسؤولين في البلدية أن السكان يبالغون في وصف الأضرار التي تحدثها الغربان، ولكن يجب عليهم التحرك وإيجاد حل لتكاثرها، حيث أحدثت أضراراً وخدوشاً في صبغ سيارتي، خصوصاً أن مخالبها قد تسبب إصابات بشرية إذا ما هاجمت السكان وخصوصاً الأطفال».
من جهتها أكدت إحدى قاطنات منطقة أم خنور، نرجس العلي أن «الغراب الهندي هاجم ابنها الصغير الذي لم يتجاوز ست سنوات، بعد أن رشقه الطفل بالحجارة في محاولة لتخويفه وطرده من المنزل، غير أن الطائر عاد ليهاجمه وجرح ذراعه بأظفاره الحادة، والمشكلة أن الطائر يتغذى على النفايات ما يجعله مهيأ لنقل الأمراض».
أفاد عامل في محمصة القمة، أنيس محمد، بأن «الغربان تهاجم السيدات بشكل يومي، خصوصاً في فترة الصيف من كل عام، حيث تكثر وتتكاثر في المنطقة، وكثير من السيدات يلجأن للمحمصة للاختباء من الطائر، وبمجرد مهاجمته لهن يختفي عن الأنظار، وحاول عدد من سكان المنطقة اصطياده وتصويره أثناء مهاجمته للسيدات من دون فائدة، كونه صغير الحجم وسريعاً في الاختباء».
وأكد الموظف في أحد استوديوهات التصوير أحمد عثمان أن «إحدى الموظفات العاملات في الاستوديو تدعى كلير، تعرضت قبل أسابيع لهجوم عنيف من قبل أحد الغربان الموجودة بكثرة في المنطقة، حيث داهم الغراب الموظفة التى استغاثت بالمارة، وبشكل يومي نفاجأ بدخول السيدات مرعوبات هروباً من الغربان التي تطاردهن». وأضاف أحمد «أعتقد أن الغراب يأتي في فصل الصيف على اعتبار أنه يتكاثر ويضع عشه على الأشجار المحيطة بالشارع، ويهاجم المارة بهدف حماية أعشاشه».
قمامة ونفايات
الغراب الهندي المعروف باسمه العلمي «Splendens Corvus»، هو طائر نشأ في الهند وباكستان وإيران وبروم، دخل إفريقيا عام 1890 من زنجبار بهدف التخلص من القمامة والنفايات. يبلغ طول الغراب الهندي 42 سم ووزنه يتراوح بين 250 إلى 350 غراماً، لونه أسود، شرس ويهاجم الناس للدفاع عن أعشاشه، وصل إلى الإمارات في أوائل الثمانينات.