السَّلامُ عَلَيْكُمْ
[ ادعو لهـا يـ جماعه ، الله يكون بعونهـا و عون أهلهـا ]
والد الطالبة يناشد التربية مساعدتها لإتمام دراستها
جراحة دقيقة في المخ تؤجل أحلام فاطمة
العين
محسن البوشي:
كغيرها من قريناتها ممن هن في مرحلة العبور نحو تحقيق آمالهن وتطلعاتهن في الحياة. وبينما هي غارقة في الدرس والاستذكار في ظل معمعة امتحانات نهاية العام، داهمت آلام المرض فاطمة بن ياس الطالبة في الصف الثاني عشر في مدرسة رقية الثانوية في الشارقة، دون هوادة، وسط ذهول زميلاتها ومعلماتها اللائي أشفقن عليها وهى الطالبة المجتهدة التي تتدفق نشاطاً وحيوية يعتريها دوماً شعور بالرضا والتفاؤل.
وتدهورت الحالة الصحية لفاطمة يوم الأربعاء الفائت، بصورة سريعة ومفاجئة عقب خروجها من لجنة الامتحان. ونقلتها أسرتها إلى المستشفى الإيراني في دبي حيث أجريت لها الفحوصات اللازمة والتي أظهرت إصابتها بورم في الدماغ استدعت تحويلها إلى مستشفى توام في العين حيث أجريت لها فحوصات دقيقة تقرر بعدها إخضاعها لجراحة عاجلة في المخ أجريت لها أول أمس. وترقد فاطمة الآن في غرفة العناية المركزة.
وحول طبيعة الجراحة التي أجريت لفاطمة ونتائجها والحالة الصحية للفتاة بعد العملية، أفاد الدكتور أديب عبده عضو فريق الجراحين انه تم استئصال ورم من داخل المخيخ امتد إلى داخل جزع الدماغ مما استوجب معه التدخل الجراحي العاجل. مشيراً إلى أن المؤشرات الأولية للجراحة تفيد بنجاحها وأن تقريرا وافيا عن الحالة الصحية للفتاة سيصدر نهاية الأسبوع الجاري.
لم يكن مرض فاطمة مفاجأة لأسرتها فهي تعاني، وفق رواية والـــدها المواطـــن احــــمد محمد بن ياس، من بعض الأعراض المرضية منذ شهور خلت. لكن الأسرة لم تتوقع أبدا أن تداهمها آلام المرض بهذه القسوة بغتة في هذا التوقيت الحساس من العام الدراسي. ويقول احمد إن ما جرى ''ألقى بظلال قاتمة'' على الأسرة التي بات يتملكها ''القلق والخوف الشديد خاصة على حياة فاطمة ومستقبلها''.
ويضيف الأب بصوت مخنوق تغلب عليه نبرة الحزن والأسى، أن أعراض المرض ظهرت على ابنته منذ خمسة أشهر تقريبا حيث بدأت تعاني من آلام مزمنة في البطن مصحوبة بصداع وقيء متكرر مما استدعى نقلها إلى بعض العيادات والمستشفيات في مدينة الشارقة، مقر إقامة الأسرة. وكان هناك شبه إجماع طبي على أن فاطمة تعاني من التهاب مزمن في المعدة ولكن وعلى الرغم من كثرة الأدوية والعقاقير التي تناولتها إلا أن أياً منها لم يأت بالنتيجة المرجوة.
وخلال رحلة معاناتها مع المرض لم تتوقف فاطمة عن الدراسة ولم تتوان رغم الألم عن القيام بواجباتها المدرسية واستذكار دروسها استعدادا لامتحان نهاية العام الذي سيحدد مستقبلها ولكن القدر لم يمهلها فسقطت صريعة المرض الذي اشتد عليها وحال بينها وبين تكملة الامتحانات لتبقى أحلامها مؤجلة.
ويقول والد فاطمة إنه في شهر ابريل الماضي تم عرض فاطمة على الأطباء في مستشفى زايد العسكري حيث تم تشخيص الحالة على أنها التهاب في المعدة وحددوا لها موعدا للمراجعة يوم 17 من الشهر المقبل.
ويؤكد الأب أن ابنته المريضة متفوقة في دراستها وتملك ''آمالا وطموحات كبيرة تسبق سنها فهي تبدو مهمومة أحيانا بقضايا المجتمع خاصة مشكلة المخدرات والإدمان'' وتطمح ''أن تساهم يوما ما في الجهود التي تبذل من اجل حماية شباب الوطن من شـــرور هذه الآفـــة المـــدمــرة''.. وتهـــوى فاطمة رياضة ركــــوب الدراجـــات والحاســب الآلي الـــذي تجــــيد التعــامل معه.
ويتمنى والد فاطمة أن تتجاوز ابنته هذه المرحلة الصعبة وان تستكمل رحلة علاجها، التي يتوقعها طويلة، بنجاح. وان ''يمن الله عليها بالشفاء لتعود لاستكمال دراستها وتحقيق أحلامها المؤجلة وتضيء مع أشقائها وشقيقاتها منزل الأسرة''. ويناشد وزارة التربية والتعليم أن تأخذ بعين الاعتبار الظروف الطارئة التي تعرضت لها فاطمة ومساعدتها حتى لا تضيع جهودها خاصة وأنها طالبة مجتهدة
المصدر / الإتحاد